اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس وأبيّ بن عب وزيد بن ثابت وأبوموسى الأشعري وعبد الله بن الزبير.
أما الخلفاء فأكثر من روى منهم عليّ ابن أبي طالب والرواية عن الثلاثة نزرة جدًا وكان السبب في ذلك تقدم وفاتهم كما ا ذلك هو السبب في قلة رواية أبي بكر رضي الله عنه لحديث ولا أحفظ عن أبي بكر رضي الله عنه في التفسير إلا آثارًا قليلة جدًا لا تكاد تجاوز العشرة.
وأما عليّ فروى عنه الكثير وقد روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال: شهدت عليًا يخطب وهويقول: سلوني فوالله لا تسألون عن شيء إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل وأخرج أبونعيم في الحلية عن ابن مسعود قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وإن عليّ بن أبي طالب عنده من الظاهر والباطن.وأخرج أيضًا ن طريق أبي بكر بن عياش عن نصير بن سليمان الأحمسي عن أبيه عن عليّ قال: واله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت إن ربي وهب لي قلبًا عقولًا ولسانًا سئولًا.
وأما ابن مسعود فروى عنه أكثر مما روى عن عليّ وقد اخرج ابن جرر وغيره عنه أنه قال: والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ولوأعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.
وأخرج أبونعيم عن أبي البحتري قال: قالوا لعليّ: أخبرنا عن ابن مسعود قال: علم القرآن والسنة ثم انتهى وكفى بذلك علمًا.
وأما بن عباس فهوترجمان القرآن الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل وقال له أيضًا اللهم آته الحكمة وفي رواية اللهم علمه الحكمة.
وأخرج أبونعيم في الحلية عن ابن عمر قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس فقال: اللهم بارك فيه وانشر نه.
وأخرج من طريق عبد المؤمن بن خالد بن عبد اله بن بريدة عن ابن عباس قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل: إنه كائن خبر هذه الأمة فاستوص به خيرًا.
وأخرج من طريق عبد الله بن حراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد قال: قال ابن عباس: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ترجمان القرآن أنت.وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس.
وأخرج أبونعيم عن مجاهد قال: كان ابن عباس يسمى البحر لكثرة علمه.
واخرج عن ابن الحنيفة قال: كان ابن عباس حبر هذه الأمة.
وأخرج عن الحسن قال: إن ابن عباس كان من القرآن بمنزل كان عمر يقول: ذاكم فتى الكهول إن له لسانًا سئولًا وقلبًا عقولًا.
وأخرج من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رجلًا أتاه يسأله عن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما فقال: اذهب إلى ابن عباس فاسأله ثم تعال فأخبرني فذهب فسأله فقال: كانت السموات رتقًا لا تمطر وكانت الأرض رتقًا لا تنبت ففتق هذه بالمطر وهذه بالنبات فرجع إلى ابن عمر فأخبره فقال: قد كنت أقول: ما يعجبني جراءة ابن عباس على تفسير القرآن فالآن قد علمت أنه أوتي علمًا.
وأخرج البخاري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم يدخل هذا معنا وإن لنا أبناء مثله فقال عمر: إنه ممن علمتم فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم فما رأيت أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليريهم فقال: ما تولون في قول الله تعالى إذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وسكت بعضهم فلم يقل شيئًا فقال: أكذلك تقول يا ابن عباس فقلت: لا فقال: ما تقول فقلت: هواجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال: إذا جاء نصر الله والفتح فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا فقال عمر: لا أعلم منها إلا ما تقول وأخرج أيضًا من طريق ابن أبي ميكة عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب يومًا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فيمن ترون هذه الآية نزلت أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب قالوا: الله أعلم فغضب عمر فقال: قولوا نعلم أولا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شيء فقال: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك قال ابن عباس: ضربت مثلًا لعمل فقال عمر: أيّ عمل قال ابن عباس: لرجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله.
وأخرج أبونعيم عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب جلس في رهط من المهاجرين من الصحابة فذكروا ليلة القدر فتكلم كل بما عنده فقال عمر: مالك يا بن عباس صامت لا تتكلم تكلم ولا تمنعك الحداثة قال ابن عباس: فقلت يا أمير المؤمنين إن الله وتر يحب الوتر فجعل أيام الدنيا تدور على سبع وخلق أرزاقنا من سبع وخلق الإنسان من سبع وخلق فوقنا سموات سبع وخلق تحتنا أرضين سبعًا وأعطى من المثاني سبعًا ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبع وقسم الميراث في كتابه على سبع ونقع في السجود من أجسادنا على سبع فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة سبعًا وبين الصفا والمروة سبعًا ورمى الجمار بسبع فأراها في السبع الأواخر من شهر رمضان فتعجب عمر فقال: ما وافقني فيها أحد إلا هذا الغلام الذي لم تستوشؤون رأسه ثم قال: يا هؤلاء من يؤديني في هذا كأداء ابن عباس.
وقد ورد عن ابن عباس في التفسير ما لا يحصى كثرة وفيه روايات وطرق مختلفة فمن جيدها طريق على ابن أبي طلحة الهاشمي عنه قال أحمد بن حنبل: بمصر صحيفة في تفسير رواها علي بن أبي طلحة لورحل فيها رجل إلى مصر قاصدًا ما كان كثيرًا.
أسنده أبوجعفر النحاس في ناسخه.
قال ابن حجر: وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرًا فيما يعلقه عنه ابن عباس.
وأخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر كثيرًا بوسائط بينهم وبين أبي صالح.
وقال قوم: لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس التفسير وإنما أخذه عن مجاهد أوسعيد بن جبير.
قال ابن حجر: بعد أن عرفت الواسطة وهوثقة فلا ضير في ذلك.
وقال الخليلي في الإرشاد: تفسير معاوية بن صالح قاضي الأندلس عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس رواه الكبار عن أبي صالح كاتب الليث عن معاوية وأجمع الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه من ابن عباس.قال: وهذه التفاسير الطوال التي أسندوها إلى ابن عباس غير مرضية ورواتها مجاهيل كتفسير جويبر عن الضحاك عن ابن عباس وعن ابن جريج في التفسير جماعة رووا عنه وأطولها ما يرويه بكر بن سهل الدمياطي عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن محمد عن ابن جريج وفيه نظر.وروى محمد بن ثور عن ابن جريج نحوثلاثة أجزاء كبار وذلك صححه.
وروى الحجاج بن محمد عن ابن جريج نحوجزء وذلك صحيح متفق عليه.
وتفسير شبل بن عباد المكي عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قريب إلى الصحة.وتفسير عطاء بن دينار يكتب ويحتج به.
وتفسير أبي روق نحوجزء صححوه.
وتفسير إسماعيل السدي يورده بأسانيد إلى ابن مسعود وابن عباس.
وروى عن السدي الأئمة مثل الثوري وشعبة لكن التفسير الذي جمعه رواه أسباط بن نصر وأسباط لم يتفقوا عليه غير أن أمثل التفاسير تفسير السدي.فأما ابن جرير فإنه لم يقصد الصحة وإنما روى ما ذكر في كل آية من الصحيح والسقيم.
وتفسير مقاتل بن سليمان فمقات في نفسه ضعفوه وقد أدرك الكبار من التابعين والشافعي أشار إلى أن تفسيره صالح.انتهى كلام الإرشاد.
وتفسير السدي إليه يورد منه ابن جرير كثيرًا من طريق السدي عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس.
وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة هكذا ولم يورد منه ابن أبي حاتم لأنه التزم أن يخرج أصح ما ورد.
والحاكم يخرج منه في مستدركه أشياء ويصححه لكن من طريق مرة عن ابن مسعود وناس فقط دون الطريق الأول.
وقد قال ابن كثير: إن هذا الإسناد يروي به السدي أشياء فيها غرابة.ومن جيد الطرق عن ابن عباس طريق قيس عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه وهذه الطريق صحيحة على شرط الشيخين وكثيرًا ما يخرج منها الفرياني والحاكم في مستدركه.
ومن ذلك طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت عن عكرمة أوسعيد بن جبير عنه هكذا بالترديد وهي طريق جيدة وإسنادها حسن.
وقد أخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم كثيرًا.
وفي معجم الطبراني الكبير منها أشياء وأوهى طرقه طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فإن انضم إلى ذلك رواية محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب وكثيرًا ما يخرج منها الثعلبي والواحدي.
كن قال ابن عدي في الكامل: للكلبي أحاديث صالحة وخاصة عن أبي صالح وهومعروف بالتفسير وليس لأحد تفسير أطول منه ولا أشبع وبعده مقاتل بن سليمان إلا أن الكلبي يفضل عليه لما في مقاتل من المذاهب الردية.
وطريق الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس منقطعة فإن الضحاك لم يلقه فإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة عن أبي روق عنه فضعيفة لضعف بشر.
وقد أخرج من هذه النسخة كثيرًا ابن جرير وابن أبي حاتم وإن كان من رواية جويبر عن الضحاك فأشد ضعفًا لأن جويبرًا شديد الضعف متروك ولم يخرج ابن جرير ولا ابن أبي حاتم من هذا الطريق شيئًا إنما خرجها ابن مردويه وأبوالشيخ ابن حبان.
وطريق العوفي عن ابن عباس أخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم كثيرًا والعوفي ضعيف ليس بواه وربما حسن له الترمذي.
ورأيت عن فضائل الإمام الشافعي لأبي عبد الله بن أحمد بن شاكر القطان أنه أخرج بسنده من طريق ابن عبد الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: لويثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث.وأما أبي بن كعب فعنه نسخة كبيرة برويها أبوجعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه وهذا إسناد صحيح وقد اخرج ابن جرير وابن أبي حاتم منها كثيرًا وكذا الحاكم في مستدركه وأحمد في مسنده.
وقد ورد عن جماعة ن الصحابة غير هؤلاء اليسير من التفسير كأنس وأبي هريرة وابن عمر وجابر وأبي موسى الأشعري.
وورد عن عبد الله بن عمر بن العاص أشياء تتعلق بالقصص وأخبار الفتن والآخرة وما أشبهها بأن يكون ما تحمله عن أهل الهوى الكتاب كالذي ورد عنه في قوله تعالى في ظلل من الغمام وكتابنا الذي أشرنا إليه جامع لجميع ما ورد عن الصحابة من ذلك طبقة التابعين.
قال ابن تيمية: أعلم الناس بالتفسير أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس وسعيد بن جبير وطاوس وغيرهم وكذلك في الكوفة أصحاب ابن مسعود وعلماء أهل المدينة في التفسير مثل زيد بن أسلم الذي أخذ عنه ابنه عبد الرحمن بن زيد ومالك بن أنس أه.فمن المبرزين منهم مجاهد.
قال الفضل بن ميمون: سمعت مجاهدًا يقول: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة.
وعنه أيضًا قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية منه وأسأله عنها فيما نزلت وكيف كانت. .
وأخرج الترمذي وصححه عن أبي أمية السفياني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية قال: أية آية قلت: قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال أما والله لقد سألت عنها خبيرًا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحًا مطاعًا وهوى ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام.
وأخرج أحمد والطبراني وغيرهما عن أبي عامر الأشعري قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقال: لا يضركم من ضل من الكفار إذا اهتديتم الأنعام أخرج ابن مردويه وأبوالشيخ من طريق نهشل عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كل إنسان ملك إذا نام يأخذ نفسه فإن أذن الله في قبض روحه قبضه وإلا رده إليه فذلك قوله {يتوفاكم بالليل} نهشل كذاب
وأخرج أحمد والشيخان وغيرهم عن ابن مسعود قال لما نزلت هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على الناس فقالوا: يا رسول الله وأينا لا يظلم لنفسه قال: إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح إن الشرك لظلم عظيم إنما هو الشرك.
واخرج ابن أبي حاتم وغيره بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى لا تدركه الأبصار قال: لوأن الجن والإنس والشياطين والملائكة منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفًا واحدًا ما أحاطوا بالله أبدًا.
وأخرج الفرياني وغيره من طريق عمروبن مرة عن أبي جعفر قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام قالوا: كيف يشرح صدره قال: نور يقذف به فينشرح له وينفسخ قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها قال: الإثابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت مرسل له شواهد كثيرة متصلة ومرسلة يرتقي بها إلى درجة الصحة أوالحسن.وأخرج ابن مردويه والنحاس في ناسخه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {وآتوا حقه يوم حصاده} قال: ما سقط من السنبل.
وأخرج ابن مردويه بسند ضعيف من مرسل سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسًا إلا وسعها فقال: من أربي على يده في الكيل والميزان والله يعلم صحة نيته بالوفاء فيهما لم يؤاخذ وذلك تأويل وسعها.
وأخرج أحمد والترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها قال: يوم طلوع الشمس من مغربها له طرق كثيرة في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وغيره.
وأخرج الطبراني وغيره بسند جيد عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء.وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا هم أهل البدع والأهواء في هه الأمة.
الأعراف أخرج ابن مردويه وغيره بسند ضعيف عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال: صلوا في نعالكم له شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي الشيخ.
وأخرج أحمد وأبوداود والحاكم وغيرهم عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى اله عليه وسلم ذكر العبد الكافر إذا قبضت روحه قال: فيصعدون بها فلا يمرون على ملإ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم أبواب السماء فيقول الله اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلي فتطرح روحه طرحًا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ون يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أوتهوي به الريح في مكان سحيق.
وأخرج ابن مردويه عن جابر عن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته فقال: أولئك أصحاب الأعراف له شواهد.
واخرج الطبراني والبيهقي وسعيد بن منصور وغيرهم عن عبد الرحمن المزني قال سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال: هم أناس قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم فمنعهم من دخول الجنة معصية آبائهم ومنعهم من دخول النار قتلهم في سبيل الله له شاهد من حديث أبي هريرة عند البيهقي ومن حديث أبي سعيد عند الطبراني.
وأخرج البيقي بسند ضعيف عن أنس مرفوعًا: إنهم مؤمنوالجن.
وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطوفان الموت.
وأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححاه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكًا هكذا وأشار بطرف إبهامه على أنملة أصبعه اليمنى فساخ الجبل وخر موسى صعقًا.
وأخرجه أبو الشيخ بلفظ وأشار بالخنصر فمن نوره جعله دكًا.
وأخرج أبو الشيخ من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الألواح التي أنزلت على موسى كانت من سدر الجنة كان طول اللوح اثني عشر ذراعًا.وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان يوم عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ثم كلمهم فقال: ألست بربكم قالوا بلى.
وأخرج ابن جرير بسند ضعيف عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أخذ من ظهره كما يؤخذ بالمشط من الرأس فقال لهم: ألست بربكم قالوا: بلى قالت الملائكة شهدنا وأخرج أحمد والترمذي وحسنه الحاكم وصححه عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسمته عبد الحارث فعاش فكان ذلك وحي الشيطان وأمره.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبوالشيخ عن الشعبي قال لما أنزل الله خذ العفو الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا جبريل قال: لا أدري حتى أسأل العالم فذهب ثم رجع قال: إن الله يأمرك أن تعفوعمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل الأنفال أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {واذكروا أذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس} قيل يا رسول الله ومن الناس قال: أهل فارس.
وأخرج الترمذي وضعفه عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الله على أمانين لأمتي وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة.
واخرج مسلم وغيره عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهوعلى المنبر وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا وإن القوة الرمي فمعناه والله أعلم أن معظم القوة وأنكاها لعدوالرمي.
وأخرج أبو الشيخ من طريق أبي المهدي عن أبيه عمن حدثه عن النبي صلى اله عليه وسلم في قوله {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم} قال: هم الجن.
وأخرج الطبراني مثله من حديث يزيد بن عبد الله بن غريب عن أبيه عن جده مرفوعًا.
براءة أخرج الترمذي عن عليّ قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال: يوم النحر وله شاهد
أما الخلفاء فأكثر من روى منهم عليّ ابن أبي طالب والرواية عن الثلاثة نزرة جدًا وكان السبب في ذلك تقدم وفاتهم كما ا ذلك هو السبب في قلة رواية أبي بكر رضي الله عنه لحديث ولا أحفظ عن أبي بكر رضي الله عنه في التفسير إلا آثارًا قليلة جدًا لا تكاد تجاوز العشرة.
وأما عليّ فروى عنه الكثير وقد روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال: شهدت عليًا يخطب وهويقول: سلوني فوالله لا تسألون عن شيء إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل وأخرج أبونعيم في الحلية عن ابن مسعود قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وإن عليّ بن أبي طالب عنده من الظاهر والباطن.وأخرج أيضًا ن طريق أبي بكر بن عياش عن نصير بن سليمان الأحمسي عن أبيه عن عليّ قال: واله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت إن ربي وهب لي قلبًا عقولًا ولسانًا سئولًا.
وأما ابن مسعود فروى عنه أكثر مما روى عن عليّ وقد اخرج ابن جرر وغيره عنه أنه قال: والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ولوأعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.
وأخرج أبونعيم عن أبي البحتري قال: قالوا لعليّ: أخبرنا عن ابن مسعود قال: علم القرآن والسنة ثم انتهى وكفى بذلك علمًا.
وأما بن عباس فهوترجمان القرآن الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل وقال له أيضًا اللهم آته الحكمة وفي رواية اللهم علمه الحكمة.
وأخرج أبونعيم في الحلية عن ابن عمر قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس فقال: اللهم بارك فيه وانشر نه.
وأخرج من طريق عبد المؤمن بن خالد بن عبد اله بن بريدة عن ابن عباس قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل: إنه كائن خبر هذه الأمة فاستوص به خيرًا.
وأخرج من طريق عبد الله بن حراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد قال: قال ابن عباس: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ترجمان القرآن أنت.وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس.
وأخرج أبونعيم عن مجاهد قال: كان ابن عباس يسمى البحر لكثرة علمه.
واخرج عن ابن الحنيفة قال: كان ابن عباس حبر هذه الأمة.
وأخرج عن الحسن قال: إن ابن عباس كان من القرآن بمنزل كان عمر يقول: ذاكم فتى الكهول إن له لسانًا سئولًا وقلبًا عقولًا.
وأخرج من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رجلًا أتاه يسأله عن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما فقال: اذهب إلى ابن عباس فاسأله ثم تعال فأخبرني فذهب فسأله فقال: كانت السموات رتقًا لا تمطر وكانت الأرض رتقًا لا تنبت ففتق هذه بالمطر وهذه بالنبات فرجع إلى ابن عمر فأخبره فقال: قد كنت أقول: ما يعجبني جراءة ابن عباس على تفسير القرآن فالآن قد علمت أنه أوتي علمًا.
وأخرج البخاري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم يدخل هذا معنا وإن لنا أبناء مثله فقال عمر: إنه ممن علمتم فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم فما رأيت أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليريهم فقال: ما تولون في قول الله تعالى إذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وسكت بعضهم فلم يقل شيئًا فقال: أكذلك تقول يا ابن عباس فقلت: لا فقال: ما تقول فقلت: هواجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال: إذا جاء نصر الله والفتح فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا فقال عمر: لا أعلم منها إلا ما تقول وأخرج أيضًا من طريق ابن أبي ميكة عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب يومًا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فيمن ترون هذه الآية نزلت أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب قالوا: الله أعلم فغضب عمر فقال: قولوا نعلم أولا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شيء فقال: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك قال ابن عباس: ضربت مثلًا لعمل فقال عمر: أيّ عمل قال ابن عباس: لرجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله.
وأخرج أبونعيم عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب جلس في رهط من المهاجرين من الصحابة فذكروا ليلة القدر فتكلم كل بما عنده فقال عمر: مالك يا بن عباس صامت لا تتكلم تكلم ولا تمنعك الحداثة قال ابن عباس: فقلت يا أمير المؤمنين إن الله وتر يحب الوتر فجعل أيام الدنيا تدور على سبع وخلق أرزاقنا من سبع وخلق الإنسان من سبع وخلق فوقنا سموات سبع وخلق تحتنا أرضين سبعًا وأعطى من المثاني سبعًا ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبع وقسم الميراث في كتابه على سبع ونقع في السجود من أجسادنا على سبع فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة سبعًا وبين الصفا والمروة سبعًا ورمى الجمار بسبع فأراها في السبع الأواخر من شهر رمضان فتعجب عمر فقال: ما وافقني فيها أحد إلا هذا الغلام الذي لم تستوشؤون رأسه ثم قال: يا هؤلاء من يؤديني في هذا كأداء ابن عباس.
وقد ورد عن ابن عباس في التفسير ما لا يحصى كثرة وفيه روايات وطرق مختلفة فمن جيدها طريق على ابن أبي طلحة الهاشمي عنه قال أحمد بن حنبل: بمصر صحيفة في تفسير رواها علي بن أبي طلحة لورحل فيها رجل إلى مصر قاصدًا ما كان كثيرًا.
أسنده أبوجعفر النحاس في ناسخه.
قال ابن حجر: وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرًا فيما يعلقه عنه ابن عباس.
وأخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر كثيرًا بوسائط بينهم وبين أبي صالح.
وقال قوم: لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس التفسير وإنما أخذه عن مجاهد أوسعيد بن جبير.
قال ابن حجر: بعد أن عرفت الواسطة وهوثقة فلا ضير في ذلك.
وقال الخليلي في الإرشاد: تفسير معاوية بن صالح قاضي الأندلس عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس رواه الكبار عن أبي صالح كاتب الليث عن معاوية وأجمع الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه من ابن عباس.قال: وهذه التفاسير الطوال التي أسندوها إلى ابن عباس غير مرضية ورواتها مجاهيل كتفسير جويبر عن الضحاك عن ابن عباس وعن ابن جريج في التفسير جماعة رووا عنه وأطولها ما يرويه بكر بن سهل الدمياطي عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن محمد عن ابن جريج وفيه نظر.وروى محمد بن ثور عن ابن جريج نحوثلاثة أجزاء كبار وذلك صححه.
وروى الحجاج بن محمد عن ابن جريج نحوجزء وذلك صحيح متفق عليه.
وتفسير شبل بن عباد المكي عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قريب إلى الصحة.وتفسير عطاء بن دينار يكتب ويحتج به.
وتفسير أبي روق نحوجزء صححوه.
وتفسير إسماعيل السدي يورده بأسانيد إلى ابن مسعود وابن عباس.
وروى عن السدي الأئمة مثل الثوري وشعبة لكن التفسير الذي جمعه رواه أسباط بن نصر وأسباط لم يتفقوا عليه غير أن أمثل التفاسير تفسير السدي.فأما ابن جرير فإنه لم يقصد الصحة وإنما روى ما ذكر في كل آية من الصحيح والسقيم.
وتفسير مقاتل بن سليمان فمقات في نفسه ضعفوه وقد أدرك الكبار من التابعين والشافعي أشار إلى أن تفسيره صالح.انتهى كلام الإرشاد.
وتفسير السدي إليه يورد منه ابن جرير كثيرًا من طريق السدي عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس.
وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة هكذا ولم يورد منه ابن أبي حاتم لأنه التزم أن يخرج أصح ما ورد.
والحاكم يخرج منه في مستدركه أشياء ويصححه لكن من طريق مرة عن ابن مسعود وناس فقط دون الطريق الأول.
وقد قال ابن كثير: إن هذا الإسناد يروي به السدي أشياء فيها غرابة.ومن جيد الطرق عن ابن عباس طريق قيس عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه وهذه الطريق صحيحة على شرط الشيخين وكثيرًا ما يخرج منها الفرياني والحاكم في مستدركه.
ومن ذلك طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت عن عكرمة أوسعيد بن جبير عنه هكذا بالترديد وهي طريق جيدة وإسنادها حسن.
وقد أخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم كثيرًا.
وفي معجم الطبراني الكبير منها أشياء وأوهى طرقه طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فإن انضم إلى ذلك رواية محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب وكثيرًا ما يخرج منها الثعلبي والواحدي.
كن قال ابن عدي في الكامل: للكلبي أحاديث صالحة وخاصة عن أبي صالح وهومعروف بالتفسير وليس لأحد تفسير أطول منه ولا أشبع وبعده مقاتل بن سليمان إلا أن الكلبي يفضل عليه لما في مقاتل من المذاهب الردية.
وطريق الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس منقطعة فإن الضحاك لم يلقه فإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة عن أبي روق عنه فضعيفة لضعف بشر.
وقد أخرج من هذه النسخة كثيرًا ابن جرير وابن أبي حاتم وإن كان من رواية جويبر عن الضحاك فأشد ضعفًا لأن جويبرًا شديد الضعف متروك ولم يخرج ابن جرير ولا ابن أبي حاتم من هذا الطريق شيئًا إنما خرجها ابن مردويه وأبوالشيخ ابن حبان.
وطريق العوفي عن ابن عباس أخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم كثيرًا والعوفي ضعيف ليس بواه وربما حسن له الترمذي.
ورأيت عن فضائل الإمام الشافعي لأبي عبد الله بن أحمد بن شاكر القطان أنه أخرج بسنده من طريق ابن عبد الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: لويثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث.وأما أبي بن كعب فعنه نسخة كبيرة برويها أبوجعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه وهذا إسناد صحيح وقد اخرج ابن جرير وابن أبي حاتم منها كثيرًا وكذا الحاكم في مستدركه وأحمد في مسنده.
وقد ورد عن جماعة ن الصحابة غير هؤلاء اليسير من التفسير كأنس وأبي هريرة وابن عمر وجابر وأبي موسى الأشعري.
وورد عن عبد الله بن عمر بن العاص أشياء تتعلق بالقصص وأخبار الفتن والآخرة وما أشبهها بأن يكون ما تحمله عن أهل الهوى الكتاب كالذي ورد عنه في قوله تعالى في ظلل من الغمام وكتابنا الذي أشرنا إليه جامع لجميع ما ورد عن الصحابة من ذلك طبقة التابعين.
قال ابن تيمية: أعلم الناس بالتفسير أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس وسعيد بن جبير وطاوس وغيرهم وكذلك في الكوفة أصحاب ابن مسعود وعلماء أهل المدينة في التفسير مثل زيد بن أسلم الذي أخذ عنه ابنه عبد الرحمن بن زيد ومالك بن أنس أه.فمن المبرزين منهم مجاهد.
قال الفضل بن ميمون: سمعت مجاهدًا يقول: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة.
وعنه أيضًا قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية منه وأسأله عنها فيما نزلت وكيف كانت. .
وأخرج الترمذي وصححه عن أبي أمية السفياني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية قال: أية آية قلت: قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال أما والله لقد سألت عنها خبيرًا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحًا مطاعًا وهوى ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام.
وأخرج أحمد والطبراني وغيرهما عن أبي عامر الأشعري قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقال: لا يضركم من ضل من الكفار إذا اهتديتم الأنعام أخرج ابن مردويه وأبوالشيخ من طريق نهشل عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كل إنسان ملك إذا نام يأخذ نفسه فإن أذن الله في قبض روحه قبضه وإلا رده إليه فذلك قوله {يتوفاكم بالليل} نهشل كذاب
وأخرج أحمد والشيخان وغيرهم عن ابن مسعود قال لما نزلت هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على الناس فقالوا: يا رسول الله وأينا لا يظلم لنفسه قال: إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح إن الشرك لظلم عظيم إنما هو الشرك.
واخرج ابن أبي حاتم وغيره بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى لا تدركه الأبصار قال: لوأن الجن والإنس والشياطين والملائكة منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفًا واحدًا ما أحاطوا بالله أبدًا.
وأخرج الفرياني وغيره من طريق عمروبن مرة عن أبي جعفر قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام قالوا: كيف يشرح صدره قال: نور يقذف به فينشرح له وينفسخ قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها قال: الإثابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت مرسل له شواهد كثيرة متصلة ومرسلة يرتقي بها إلى درجة الصحة أوالحسن.وأخرج ابن مردويه والنحاس في ناسخه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {وآتوا حقه يوم حصاده} قال: ما سقط من السنبل.
وأخرج ابن مردويه بسند ضعيف من مرسل سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسًا إلا وسعها فقال: من أربي على يده في الكيل والميزان والله يعلم صحة نيته بالوفاء فيهما لم يؤاخذ وذلك تأويل وسعها.
وأخرج أحمد والترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها قال: يوم طلوع الشمس من مغربها له طرق كثيرة في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وغيره.
وأخرج الطبراني وغيره بسند جيد عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء.وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا هم أهل البدع والأهواء في هه الأمة.
الأعراف أخرج ابن مردويه وغيره بسند ضعيف عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال: صلوا في نعالكم له شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي الشيخ.
وأخرج أحمد وأبوداود والحاكم وغيرهم عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى اله عليه وسلم ذكر العبد الكافر إذا قبضت روحه قال: فيصعدون بها فلا يمرون على ملإ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم أبواب السماء فيقول الله اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلي فتطرح روحه طرحًا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ون يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أوتهوي به الريح في مكان سحيق.
وأخرج ابن مردويه عن جابر عن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته فقال: أولئك أصحاب الأعراف له شواهد.
واخرج الطبراني والبيهقي وسعيد بن منصور وغيرهم عن عبد الرحمن المزني قال سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال: هم أناس قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم فمنعهم من دخول الجنة معصية آبائهم ومنعهم من دخول النار قتلهم في سبيل الله له شاهد من حديث أبي هريرة عند البيهقي ومن حديث أبي سعيد عند الطبراني.
وأخرج البيقي بسند ضعيف عن أنس مرفوعًا: إنهم مؤمنوالجن.
وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطوفان الموت.
وأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححاه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكًا هكذا وأشار بطرف إبهامه على أنملة أصبعه اليمنى فساخ الجبل وخر موسى صعقًا.
وأخرجه أبو الشيخ بلفظ وأشار بالخنصر فمن نوره جعله دكًا.
وأخرج أبو الشيخ من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الألواح التي أنزلت على موسى كانت من سدر الجنة كان طول اللوح اثني عشر ذراعًا.وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان يوم عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ثم كلمهم فقال: ألست بربكم قالوا بلى.
وأخرج ابن جرير بسند ضعيف عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أخذ من ظهره كما يؤخذ بالمشط من الرأس فقال لهم: ألست بربكم قالوا: بلى قالت الملائكة شهدنا وأخرج أحمد والترمذي وحسنه الحاكم وصححه عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسمته عبد الحارث فعاش فكان ذلك وحي الشيطان وأمره.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبوالشيخ عن الشعبي قال لما أنزل الله خذ العفو الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا جبريل قال: لا أدري حتى أسأل العالم فذهب ثم رجع قال: إن الله يأمرك أن تعفوعمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل الأنفال أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {واذكروا أذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس} قيل يا رسول الله ومن الناس قال: أهل فارس.
وأخرج الترمذي وضعفه عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الله على أمانين لأمتي وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة.
واخرج مسلم وغيره عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهوعلى المنبر وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا وإن القوة الرمي فمعناه والله أعلم أن معظم القوة وأنكاها لعدوالرمي.
وأخرج أبو الشيخ من طريق أبي المهدي عن أبيه عمن حدثه عن النبي صلى اله عليه وسلم في قوله {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم} قال: هم الجن.
وأخرج الطبراني مثله من حديث يزيد بن عبد الله بن غريب عن أبيه عن جده مرفوعًا.
براءة أخرج الترمذي عن عليّ قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال: يوم النحر وله شاهد