[center]
[/size][/center]
[/center]
[/center]
[center][center][center][center] فإن رأس مال المسلم في هذه الدنيا وقت قصير .. أنفاس محدودة وأيام معدودة فمن أستثمر تلك اللحظات والساعات في الخير فطوبى له ومن أضاعها وفرط فيها فقد خسر زمناً لا يعود إليه أبداً فــــــــــــوقتــنـــا هــــــــو حيــــاتنــــــــا ولا يخفى على كلٍ منا أن في هذا العصر وفي هذا الزمن زمن التطور تفشى فيه العجز وظهر فيه الميل إلى الدعة والراحة .. جدب في الطاعات وقحط في العبادة وإضاعة للأوقات فيما لا فائدة .. لهذا أحببت أن أطرح أمام أعينكم هذا الموضوع وهو بعنوان أهمية الوقت وإهتمام القرآن الكريم به أولاً / جعل الله الوقت نعمة أمتن بها على عباده فقال تعالى :{ وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ{33} وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ{34}} [ إبراهيم] ويقول الله تعالى {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }النحل12 ويقول جل وعلا {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً }الفرقان62 فالوقت هو النعمة التي يتساوى بها الغني والفقير وألقي لكل واحد بمقدار عمره وهو الشئ الوحيد الذي لا يباع ولا يهدى ولا يمكن لأحد الحصول عليه وقد بين صلى الله عليه وسلم هذه النعمة بقوله { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ } فالمؤمن في الأصل لا وقت فراغ لديه قال تعالى :{ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ* وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [ الشرح 7-8] أي إذا فرغت من شغلك مع الناس ومع الأرض ومع شواغل الحياة فتوجه بقلبك كله إلى من يستحق أن تنصب فيه وتكد وتجهد العبادة والتجرد والتطلع والتوجه إليه [size=16]ثانيا ً/ إن الله أقسم بالوقت وبأجزاء معينة منه قال تعالى :{َوالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3}} أقسم الله تعالى بالعصر وهو الدهر الذي هو زمن تحصيل الأرباح والأعمال الصالحة للمؤمنين وزمن الشقاء للمعرضين , ولما فيه من العبر والعجائب للناضرين وأقسم بالليل والنهار فقال تعالى : {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى{1} وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى{2}} الليل 1,2 وأقسم بالفجر :{وَالْفَجْرِ{1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ{2}} الفجر 1,2 وأقسم بالضحى فقال :{ وَالضُّحَى{1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى{2}} [الضحى1-2] ومعروف أن الله إذا أقسم بشئ من خلقه دل ذلك على أهميته وعظمته وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته [center] ثالثاً / بين سبحانه وتعالى أن هذه الحياة ليست لقضاء الوقت بشيء غير نافع فقال تعالى : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }المؤمنون115 وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسئل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه , وعن شبابه فيما أبلاه , وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه و عن علمه ماذا عمل به } فالعمر هو الوقت الذي يجب الحرص عليه وأننا مسئولون عنه وسنحاسب عليه في ذلك الموقف العظيم وقال صلى الله عليه وسلم دالاً أمته على إغتنام الأوقات { إغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك , وغناك قبل فقرك , وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك } رواه الحاكم في المستدرك فعمر الإنسان هو موسم الزرع في هذه الدنيا وحصاد مازرع يكون في الأخرة فلا يحسن للمسلم أن يضيع أوقاته وينفق رأس ماله في ما لافائد به ومن جهل قيمة الوقت الأن فسيأتي عليه حين يعرف فيه قدره ونفاسته وقيمة العمل فيه ولكن بعد فوات الأوان . وفي هذا يذكر القرآن موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته حيث لا ينفع الندم الموقف الأول/ ساعة الإحتضار حيث يستدبر الإنسان الدنيا ويستقبل الأخرة ويتمنى لو منح مهلة من الزمن وأخر إلى أجل قريب ليصلح ما أفسده ويتدارك ما فات قال تعالى :{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [ المؤمنون 99-100] الموقف الثاني في الأخرة حيث توفى كل نفس ما عملت وتجزى بما كسبت ويدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار وهناك يتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى إلى حياة التكليف ليبدأوا من جديد عمل صالحاًقال تعالى :{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ* وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} [فاطر 36-37] فهيهات هيهات لما يطلبون فقد أنتهى زمن العمل وجاء زمن الجزاء رابعاً / لقد أهتم الإسلام وجاءت شعائر الإسلام تثبت قيمة الوقت فالصلوات الخمس لها أوقات معينة لا تصح قبله وتحرم بعده إلا لعذر وكذلك صوم رمضان له وقت معين وحج البيت والزكاة وغيرها من شعائر الإسلام . لذلك علينا أن نستغل الأوقات وأن نجعل حياتنا كلها لله فلا نضيع من أوقاتنا ما نتحسر عليه يوم القيامة فالوقت سريع الإنقضاء وهو يمر مر السحاب فلتحسن أخي المسلم أختي المسلمة إستغلال وقتك فيما يعود عليك وعلى أمتك بالنفع في الدنيا والأخرة فما أحوج الأمة إلى رجال ونساء يعرفون قيمة الوقت ويطبقون ذلك في الحياة فالوقت هو الحياة [/center] [/center] |
[/center]
[/center]